تظل (لالا فاطمة نسومر)نموذجا فذا لكفاح المراة الجزائريه بتمردها على الظلم والطغيان.واسطورة تروى جيلا بعد جيل.فهذه المراة استطاعت بكل ما تملكالانثى من سلاح ان تقهر اعلى الرتب العسكرية فى الجيش الفرنسى الاستعمارى ا لذى اراد ان يقتحم عرين اللبؤة.ناهيك عما امتازت به من الادب والتصوف والذكاء الخارق.وما انفردت به من بطولة وشجاعة و دراية و حنكة فى ادارة المعارك.وهى التى واجهت عشرة جنرالات من قادة الجيش الفرنسى فلقنتهم دروسا فى البطولة والفروسية.فهى قد نشات فى اسرة تنتمى فى سلوكها الاجتماعى والدينى الى الطريقة الرحمانية.فابوها سيدى محمدبن عيسى مقدم الشيخ الطريقة الرحمانية.وكانت له مكانة مرموقة بين اهله وكان يقصده العامة والخاصة لطلب المشورة وامها هيلالا خديجة الى تسمى بها جبال جرجرة بالجزائر.
ولدت لالا فاطمة نسومر فى 1246هجرية1830م ونشات نشاة دينية وقد كسرت لالا فاطمة نسومر القاعدة بمقاومتها للاستعمار بعد ان كانت مقتصرة على الرجال فقط.
وقاومت زحف الجيش الفرنسى فى بلاد القبائل حيث كانت متابعة للاوضاع والاحداث فى المنطقة خاصة بعد معركة(ثادميت)الى قادها المجاهد الحاج عمر بن زعموم ضد قوات الجيش الفرنسى عام 1844م. ورغم تصوفها وتبحرها فى امور الدين لم تكن غافلة على تمركز الفرنسيين فى تيزى وزو بين 1845و1846 وفى منطقة دلس ثم حاول الجنرال (روندون)دخول (الاربعاء ناث ايراثن عام 1850م .والتى هزم فيها هزيمة منكرة.
*كما شاركت بجانب بوبغلة فى المقاومة والدفاع عن منطقة جرجرة وفى صد هجمات الاستعمار على منطقة الاربعاء ناث ايراثن وقطعت عليه المواصلات.ولهذا انضم اليها عدد من قادة الاعراش وشيوخ الزوايا والقرى.
*اشهر معركة قادتها فاطمة نسومر هى تلك المعركة التى خاضتها الى جانب الشريف بوبغلة
فى مواجهة الجيوش الفرنشية الزاحفة بقيادة الجنرال روندون. فكانت المواجهة الاولى بربوة (تمزقيدة)حيث ابديا مقاومة بالغة.لكن عدم تكافؤ القوات عددا وعدة اضطر الشريف بوبغلة للاخذ بنصيحة فاطمة نسومر للانسحاب نحو (بنى ينى)ودعيا للجهاد المقدس.فاستجاب لهما شيوخ الزوابا ووكلاء مقامات اولياء الله.فجندوا الطلبة والمؤيدين واتباعهم واتجهوا نحو (واضية)لمواجهة زحف القوات الفرنسية.بقيادة (راندون ويوسف تركى)ومعهما الباش اعا الخائن الجودى, فاحتدمت المعركة,وتلقت قوات العدو هزيمة شرسة.وتمكنت فاطمة نسومر من قتل الخائن الجودى بيدها.واستطاعت ان تنقذ من موت محقق رفيقها فى السلاح الشريف بوبغلة.حينما سقط جريحا فى المعركة.
وخشية من الثورة مجددا ببلاد القبائل ابعدت لالا فاطمة نسومر مع 30 شخصا من رجال ونساء لبنى سليمان بتابلاط وبقيت لمدة سبع سنوات الى ان توفيت رحمة الله عليهاوهى لم تتجاوز 33سنة بعد مرض العضال الذى تسبب فى شللها.وتظل سيرة حياتها سيرة بطل وليست مجرد امراة.