تــــــــــــــــــــــــآآآبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
وعقب ذلك بسنتين أقدم السائح اليهودي مايكل دينيس على إحراق منبر صلاح الدين وأجزاء كبيرة من المسجد، وتباطأ المحتلون في إخماد النيران، وأعاقوا جهود المقادسة المسلمين الذين هبوا لإخمادها فتضرر المسجد بذلك.
أما مخططات نسف المسجد الأقصى فهي أكثر من أن تحصر، والمنظمات الصهيونية التي أنشئت لهدم المسجد وبناء الهيكل تزيد على عشرين منظمة، والمحاولات الفردية والجماعية العدوانية على المسجد باحتلاله أو حرقه أو تفجيره أو إرهاب المصلين فيه تعد بمئات المحاولات، وما عمليات الهدم في حرم المسجد وشوارعه إلا واحدة من تلك المحاولات الكثيرة، التي لم يملَّ اليهود من تكرارها، وهم مصرون على النجاح في واحدة منها.
رابعًا: الأقصى في خطر
في عام 1967م، أعلنت "إسرائيل" ضم مدينة "القدس الشرقية" إلى "القدس الغربية"، واعتبرتها مدينة موحدة وكان ذلك في 28/6/1967م.
وفي 5/8/1980م، أعلنت "إسرائيل" أيضًا "أن القدس الموحدة هي عاصمتها الأبدية". وأخذت بالعمل على تهويد "القدس الشرقية" ببطء وهدوء.
تمثل ذلك بالآتي:
1- تنفيذ جريمة حرق المسجد الأقصى المبارك صبيحة يوم الخميس 21/8/1969م.
2- القيام بالحفريات المستمرة وشق الأنفاق تحت ساحات المسجد الأقصى وتحت جدرانه وفي المناطق المحيطة بهدف البحث عن هيكل سليمان المزعوم، مما يكون سببًا في تعريضه للهدم والخطر.
3- زرع المدينة المقدسة والقرى والمدن المحيطة بها بالمستوطنات، والاستيلاء على مساحات كبيرة من الأرض الفلسطينية بشكل عام، ومن أرض القدس بشكل خاص، وهدم الكثير من البيوت العربية بحجة عدم الترخيص، وفي نفس الوقت الامتناع عن إصدار تراخيص للبناء للسكان العرب وتسهيل ذلك لليهود.
4- تنفيذ المجازر الجماعية في المدينة المقدسة مثل ما حدث في المسجد الأقصى وقبة الصخرة والحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل وفي أماكن أخرى من فلسطين.
5- محاولة العمل وبشكل مستمر على طرد السكان الأصليين من القدس حتى تبقى الأغلبية من السكان لهم. تمثل ذلك بسحب هويات المقدسيين، وفرض الضرائب الخيالية عليهم، وحرمانهم من الكثير من الخدمات الاجتماعية.
6- إحاطة المدينة المقدسة بشكل خاص والأراضي الفلسطينية بشكل عام بجدار الفصل العنصري، والذي حول بدوره الأراضي الفلسطينية إلى كنتونات بل إلى سجون مغلقة، كما تسبب بعزل القدس عن باقي المدن والقرى الفلسطينية.
7- منع العرب من الوصول إلى القدس وحرمانهم من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
8- فرض قيود مشددة على دخول المقدسيين المسجد الأقصى، وذلك بتحديد أعمار محددة لمن تسمح لهم بدخوله، وبخاصة أيام الجمع مما يضطر الكثير من هؤلاء الشباب إلى تأدية صلاة الجمعة في الشوارع.
9- العمل على إغلاق الكثير من المؤسسات العربية والإسلامية في المدينة المقدسة وعلى رأسها مؤسسات أكاديمية واجتماعية وثقافية.
10- العمل على تنفيذ- وبشكل متسارع- مخطط "القدس الكبرى" من خلال توسيع مساحتها على حساب الأرض العربية. الأمر الذي يكشف بكل وضوح عن الخطر الشديد الذي يتهدد المدينة المقدسة، وإن هذا الخطر يتفاقم ويزداد يومًا بعد يوم.
11- تنفيذ عمليات قتل واغتيال واعتقال الكثير من شباب بيت المقدس والمدن والقرى الفلسطينية، مما يؤدي إلى نشر حالة من الرعب والخوف بين السكان.
12- العمل على نشر الأمور التي من شأنها إفساد الشباب كالمخدرات وغيرها.
المخطط الجديد المعد لبناء الهيكل المزعوم:
نشرت صحيفة (هآرتس) الصهيونية "خبرًا مفاده: "إن جمعية يهودية تُدعى جمعية أمناء الهيكل أعدت مخططًا جديدًا لبناء الهيكل الثالث المزعوم"، وقالت صحيفة (هآرتس): "إنه في سنة 1987م أقام د. داموس أورقان جمعية (بناة الهيكل)، وهي جمعية مقربة من حزب الليكود، هذه الجمعية تعتقد أنه ليس من الواقعية في الظروف الحالية بناء الهيكل على حساب المسجد الأقصى؛ ولذلك قاموا بإعداد مخططٍ جديدٍ لبناء الهيكل يختلف عن المخطط الذي أعدَّته المنظمة المدعوة (بمنظمة أمناء جبل الهيكل)، والتي تؤمن بإزالة المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث فوقه".
وقالت صحيفة (هآرتس): إن المخطط الذي تعرضه جمعية بناة الهيكل يتلخص ببناء منصة/ سقف واسع يُبنى على أرض ساحة البراق (فوق حارة المغاربة التي هدمتها بعد الاحتلال الصهيوني عام 1967م) يرتكز على عشرة أعمدة مرتفعة رمزًا للوصايا العشر، وفوق هذه المنصة العالية يُبنى الهيكل الثالث المزعوم، وأضافت (هآرتس): ولكي يأخذ الهيكل المذكور قدسيةً، فإن معدي المخطط الجديد يريدون حفر نفقٍ يمتد من وسط المنصة المذكورة إلى داخل الحرم القدسي قريبًا من قبة الصخرة، وبواسطة هذا النفق تأتي القدسية من داخل الحرم إلى الهيكل المذكور- على حدِّ زعمه.
وعلَّقت مؤسسة الأقصى على هذا المخطط الجديد بالقول: إن المخطط الجديد/ القديم وأمثاله إنما يؤكد للقاصي والداني أن هناك إجماعًا قوميًّا صهيونيًّا حول ما يدعى (بالهيكل الثالث)؛ مما يدل دلالة واضحة على أن المسجد الأقصى يتهدده الخطر اليومي من قبل مجموعات يهودية قد تقوم بالاعتداء عليه لتحقيق هوسهم ببناء الهيكل الثالث المزعوم الذي باتوا يظهرونه يومًا بعد يوم، في ظلِّ دعمٍ رسمي من المؤسسة الصهيونية مما يوجب علينا التنبه والاستيقاظ لهذه المخططات التي تهدد بشكل كبير مستقبل المسجد الأقصى المبارك.
وطالبت مؤسسة الأقصى في بيانٍ لها إلى المؤسسات الفلسطينية والعربية والإسلامية الفاعلة والعالمة بأحوال المسجد الأقصى، مطالبةً بالقيام بحملات توعية إعلامية لما يُحاك ضد المسجد الأقصى، وتقديم الشروح اللازمة، والتبيان بشكلٍ واضحٍ واجب الأمة تجاه المسجد الأقصى في ظل تصاعد الأخطار المحدقة به.
وتشير بعض الكتابات الصهيونية إلى أنه تجري تحضيرات لعمل زلزال اصطناعي في مكانٍ قريبٍ من المسجد الأقصى المبارك، إضافةً إلى التقويض المستمر للأساسات من خلال الأنفاق تحته، يتهدم المسجد الأقصى، وهنا من السهل أن يزعم "الإسرائيليون" بأن المسجد الأقصى تهدم بفعل قوى طبيعية، والملاحظ والمشاهد الآن عملية الهدم الجارية حاليًّا لأحد أسوار المسجد الأقصى المبارك قرب باب المغاربة.
خامسًا: دورنا أفرادًا ومؤسساتٍ في حماية المسجد الأقصى والدفاع عنه
كيف تبرأ ذمتنا أمام الله تعالى: إن الأقصى المبارك يمرُّ بأخطر اللحظات خلال هذه الحقبة الأخيرة من تاريخه، فالاستكبار اليهودي قد بلغ أوجه، فالقتل، والتشريد، وهدم المنازل، والحصار الاقتصادي الرهيب، وقد بيَّت الخطر الصهيوني أمره، وحدد هدفه، وأحكم خطته لهدم الأقصى المبارك، وبناء الهيكل على أنقاضه، ولم يجد من أمة الإسلام على امتدادها واتساعها مَن يصده ويرده.
لقد حثّ النبي- صلى الله عليه وسلم- المسلمين على التواصل المستمر بينهم وبين بيت المقدس؛ وذلك بإتيانه ومسجده الأقصى، وإكرامه بالصلاة فيه، أو بإرسال الزيت للإسراج في قناديله وإضاءتها، وهذا من المبشرات بأن القدس سيفتحها الإسلام وستكون للمسلمين، وقد كان؛ ففتحت القدس في العام الخامس عشر للهجرة.
روى الإمام أبو داود في سننه بسنده عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَقَالَ:"ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ"، وَكَانَتْ الْبِلَادُ إِذْ ذَاكَ حَرْبًا، "فَإِنْ لَمْ تَأْتُوهُ وَتُصَلُّوا فِيهِ، فَابْعَثُوا بِزَيْتٍ يُسْرَجُ فِي قَنَادِيلِهِ".
وإن الواجب على المسلمين اليوم أن يهبوا لإنقاذ مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذود عن المسجد الأقصى، والدفاع عنه بكافة الوسائل، بعد أن دنسه المحتلون؛ وهذا واجب عقدي وديني، لأن الأقصى جزءًا من ديننا، جزءٍ من عقيدتنا، جزء من آي القرآن الكريم.
1- دور الفرد وهو لا يقل أهميةً عن الدور الجماعي، من خلال استحضار النية الصادقة في نصرة المسجد الأقصى، والدعاء يوميًّا للمسجد الأقصى المبارك بالنصرة، ونشر أخباره والمشاركة في البرامج عبر الإذاعة والتلفاز ومنتديات الإنترنت، وحضور المناسبات والأنشطة، وأن يحاول قدر الإمكان بالدعم المالي في تأكيد الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى من وضع حصالة منزلية باسم "حصالة الأقصى"، أو حصالة خاصة للأطفال باسم صندوق طفل الأقصى، أو تخصيص صدقة مالية في يوم لدعم القدس والأقصى.
2- دور الأسرة، من خلال مدارسة تاريخ وقضية المسجد الأقصى المبارك،، وإخراج مصروف الأسرة لمدة يوم واحد، تضامنًا مع المسجد الأقصى المبارك،، وتذكير الأطفال بفضل المسجد الأقصى المبارك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، أو إنشاء مكتبة صغيرة تشمل كتيبات ونشرات وأشرطة، تتضمن موضوعات عن المسجد الأقصى المبارك.
3- دور الإعلاميين والصحفيين والمثقفين في كتابة المقالات في الصحف، ودعم المقالات والتقارير الصحفية بالصور والأدلة التي توضح حجم معاناة المسجد الأقصى المبارك، والتصدي للإعلام الصهيوني، والرد على شبهاته وأباطيله حول المسجد الأقصى المبارك، وعقد الندوات والمحاضرات والمؤتمرات بخصوص المسجد الأقصى المبارك، وإنشاء جائزة ومسابقة سنوية في تاريخ وإسلامية المسجد الأقصى المبارك.
4- واجب الأئمة والخطباء والدعاة في إحياء الحديث عن المسجد الأقصى المبارك، وإنشاء ركن خاص بالمسجد الأقصى في مكتبة المسجد، وصندوق التبرعات، ومكتبة صوتية، وتعليق صورة للمسجد الأقصى، وحض المصلين على الصيام والقيام، والدعاء للمسجد الأقصى المبارك.
5- دور الإخوة مستخدمي الإنترنت، في توظيف استخدام قنوات المحادثة والدردشة والحوار المباشر وقنوات المحادثة غير المباشرة، من خلال ساحات الحوار والمنتديات، للحديث عن المسجد الأقصى المبارك، وإنشاء مواقع عديدة متخصصة للتعريف بالمسجد الأقصى وأخباره، مع حركة واسعة على البريد الإلكتروني.
6- دور الجمعيات والأندية في إقامة مهرجانات باسم الأقصى، وعمل معارض ومسرحيات يكفل ريعها للأقصى المبارك، وتخصيص ركن لنصرة الأقصى، وعرض دائم في المكتبات ولدى التسجيلات.
7- التعاون مع كافة المؤسسات والهيئات التي تساند القضية الفلسطينية من منطلق إنساني عادل، ومشاركتها في فعاليتها وأنشطتها.
سادسًا: مجالات العمل للدفاع عن الأقصى
ينبغي على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يتحركوا للدفاع عن القدس وفلسطين في شتى الميادين، وفي كافة الاتجاهات لأن الأقصى في خطر، وأهم هذه الميادين:
- الجانب الإنساني: بتعريف العالم بأسره بأن قضية القدس والأقصى وفلسطين إنما هي بالمقام الأول قضية إنسانية يجب أن يُدافع عنها كل الذين يدافعون عن حقوق الإنسان ويتضامنون مع العدالة ويقفون ضد الظلم والاستكبار والطغيان الصهيوني والتواطؤ الدولي.
- الجانب الاقتصادي:
أ- دعوة الدول العربية والإسلامية لوضع ميزانية موحدة وكافية- وعلى المدى الطويل- لدعم صمود سكان القدس خاصة، وترميم الأماكن المقدسة.
ب- المقاطعة الاقتصادية من المسلمين لكل مَن يدعم الكيان الغاصب.
ج- التبرع للقدس والأقصى واجب على كل مسلم.
- الجانب السياسي:
أ- اعتصام العرب والمسلمين بحبل الله جميعًا وتعاونهم على البر والتقوى.
ب- تضامن العرب من مسلمين ومسيحيين في اتخاذ موقفٍ مُوحَّدٍ أمام الغطرسة الصهيونية.
ج- توجيه السفارات العربية والإسلامية إلى الاهتمام بقضية القدس واعتبارها أحد محاور نشاطها الدبلوماسي في الدول المضيفة لها.
د- الدعوة للوحدة والاتفاق بين الفصائل الفلسطينية على أساس التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية.
- الجانب الاجتماعي:
ويتم بالتواصل مع الأسر المقدسية والمرابطين وحراس المسجد الأقصى والعمل بقدر المستطاع للتخفيف عنهم ومعاونتهم ماديًّا ومعنويًّا.
- الجانب الإعلامي:
أ- توضيح مكانة القدس والأقصى وما يتعرض له من مؤامرات من قِبل المخطط الصهيوني بشكلٍ خاص وما تتعرض له الأرض الفلسطينية بشكلٍ عام.
ب- تخصيص مساحة كافية على الفضائيات العربية والإسلامية للحديث عن أهمية القدس ومكانتها، وبجميع اللغات العالمية الحية موجهة للرأي العام العالمي للإسهام في صياغة وتشكيل وجدان وعقل العامة والخاصة.
ج- تفعيل التعامل مع شبكات الإنترنت للتصدي للهجمة الصهيونية حول الحقوق العربية والإسلامية في القدس وفي فلسطين.
- الجانب العلمي الأكاديمي:
أ- تشكيل لجان أصدقاء القدس في جميع المؤسسات الأكاديمية والتعليمية على مستوى العالم العربي والإسلامي.
ب- دعوة الجامعات والمدارس العربية والإسلامية لتدريس مقدسات بيت المقدس، وتشجيع الدراسة والبحث عن القدس، وإعداد مسابقات في هذا الشأن ورصد جوائز تشجيعية لها.
ج- التعاون مع كافة المؤسسات والهيئات الأكاديمية الموضوعية لدراسة تاريخ وحاضر الأقصى والقدس، وتشجيع البحث والدراسة في ذلك.
د- العمل على إيجاد خطة إستراتيجية شاملة لمواجهة الصهيونية، وعدم التعامل مع الأحداث بردود أفعال، أو استجابة لظروف معينة، أو استثمار لفرص محدودة، تنتهي بانتهاء أسبابها ودواعيها.
- الدعم الإيماني:
والمقصود به الدعاء لله تعالى، وتحري أوقات الإجابة لنصرة الأقصى والقدس وفلسطين.. قال اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)﴾ (الأنفال) فأمده الله بالملائكة.
سابعًا: ألا إن نصر الله قريب
فالشام أرض رباط إلى يوم القيامة، الرباط مستمر، فلقد روي عن معاذ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معاذ إنَّ الله عزَّ وجل سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش إلى الفرات، رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلى يوم القيامة، فمن اختار منكم ساحلاً من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة".
وقد أعلم الله نبيه محمدًا- صلى الله عليه وسلم- بأن هذه الأرض المقدسة سيحتلها الأعداء، أو يهددونها بالغزو والاحتلال، ولهذا حرَّض أمته على الرباط فيها، والجهاد للدفاع عنها حتى لا تسقط في أيدي الأعداء، ولتحريرها إذا قدر لها أن تسقط في أيديهم، كما أخبر عليه الصلاة والسلام بالمعركة المرتقبة بين المسلمين واليهود، وأن النصر في النهاية سيكون للمسلمين عليهم، وأن كل شيء يكون في صف المسلمين حتى الحجر والشجر، وأن كلاًّ منهما سينطق دالاًّ على أعدائهم، سواء كان نطقًا بلسان الحال أم بلسان المقال.. روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ".
وروى الإمام أحمد في مسنده عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ، لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلاَّ مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِس".
فنحن مطالبون ببذل الوسع والجهد لنصرة الأقصى وبيت المقدس وفلسطين، ولنوقن تمامًا أن وعد الله آتٍ، ونصر الله قريب قال الله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ (214)﴾ (البقرة 214)