من المهارات الصعبة التى تحتاج الى تدريب أن يستطيع الإنسان التحكم بانفعالاته والسيطره على عاطفته حتى تأتي الكلمات والآراء التي تصدر عنه متوازنة ومهنية وموضوعية.
في السياسة والثقافة والرياضة والفن نلاحظ الميل الى المبالغة في إصدار الأحكام فى لحظة انفعال وفي حالات كثيرة يتراجع صاحب هذه الأحكام عنها بعد أن يراجع نفسه في وقت لايكون فيه تحت ضغط اللحظه الانفعالية.
نلاحظ في المنافسات بأنواعها المختلفة أن المبالغة تصدر حتى من المكلفين بالتقييم والتحكيم فنجد أن أحدهم يقول عن موهبة شابه (أنت عبقري) أو يقول عن هذه الموهبة إنها لن تتكرر ولو بعد خمسين سنة.
ذلك رأي انفعالي متسرع ولكن ماذا عن الآراء التي لا تصدر في لحظات انفعال وإنما تصدر تحت تأثير المصلحة! لماذا نبالغ فى الإطراء وإطلاق الألقاب؟
الإجابة تكمن في العاطفة وهذه المبالغة لا تحدث على مستوى الأفراد فقط بل على مستوى الدول وليس لها علاقة بتصنيف الدولة ومركزها العلمي أو الاقتصادي ذلك أن كافه الدول تمنح أبناءها النجومية العالمية بمعاييرها الخاصة وليس بمعايير متفق عليها.
إن إطلاق ألقاب أو صفات مبالغ فيها هى صناعة إعلامية تفوق فيها الغرب مؤخراً على الدول العربية إذ نجدها مبرمجة على اختراع نجم أو اسطورة في أي مجال وخاصة في مجال الفن والرياضة وأحياناً يكون لهذا الأسلوب نتائج سلبية على الشخص الذي وجد نفسه فجأة (نجما) دون توفر القناعة الذاتية أو القدرات التي تؤهله للنجومية.
العرب كان لهم علاقة قوية عبر التاريخ بأفعل التفضيل ولايزال الخطاب العربي يخضع للعاطفة وبالتالي يميل إلى المبالغة في مقابل واقع وإنجازات غير منافسة فهل نعذر الدول المتقدمة في لغتها مقارنة بمنجزاتها؟
المشكله ملحوظة والحل حل تربوي يكمن في مبدأ(القدوة)
فإذا كان العالم أو المثقف أو طالب العلم أو المعلم أو الأب أو الأم يصدر الآراء والأحكام بمعايير عاطفية فمن أين سيأتي التغيير؟
يوسف القبلان
نقلآ عن جريدة الرياض