قال السماء كئيبة ! وتجهما...قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم...لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: التي كانت سمائي في الهوى...صارت لنفسي في الغرام جــهنما
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها...قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !
قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها...لقضيت عــــمرك كــله متألما
قال: الــتجارة في صراع هائل...مثل المسافر كاد يقتله الـــظما
أو غادة مسلولة محــتاجة...لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما !
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها...وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في...وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم...أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم...لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قال: المواسم قد بدت أعلامها...و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم...لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل...حيا, و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرعتني علقما...قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما...طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما...أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن...تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى...متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا...يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى...شبر, فإنك بعد لن تتبسما