بعض التوجيهات الرمضانية التي ينبغي على المسلم الحرص عليها :
1 -الفرح والإبتهاج بقدوم شهر رمضان وتبشير الأهل والأصحاب بقدوم رمضان وذلك لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول
( جاءكم شهر رمضان, شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب الجحيم......الحديث )
وذلك لأن بلوغ شهر رمضان من نِعَم الله العظيمة على العبد المسلم التي ينبغي عليه أن يفرح بها ويشكر الله عليها
2 - استشعار الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين ومنه :
جاء في الحديث القدسي ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به ) فما ظنك بالجزاء إذا جاء من أكرم الأكرمين ؟
3 - لماذا تصوم ؟
يجب أن يكون صيامك إيمانا واحتسابا لكي تحصل على هذا الفضل العظيم قال صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غُفر له ما تقدم من ذنبه )
4 - الحرص على أن نكون من السابقين للخيرات في رمضان قال تعالى ( والسابقون السابقون o أولئك المقربون o في جنات النعيم )
أي أن السابقون في الدنيا إلى الخيرات هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات
فهل أنت من السابقين إلى الخيرات في رمضان ؟
5 - المنافسة على فعل الخيرات قال تعالى ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) ومن هذه الخيرات :تلاوة القرآن وقيام الليل وتفطير الصائمين والصدقة والذكر والعمرة والإعتكاف وغيرها وعلى المسلم ألا يركز على عمل واحد وهذا ملاحظ فتجد البعض مركز على تلاوة القرآن فقط وهذا جميل لكن نريد الأجمل وهو التنويع في الأعمال الصالحة
6 - احرص على قيام ليالي الشهر قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
وهنا تنبيه تجدر الإشارة إليه : ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب من القائمين، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ...... من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة .....)
ومن الملاحظ عدم تأدية صلاة التراويح كاملة من بعض المصلين مما يفوت عليهم الأجر الوارد في الحديث السابق
ومن الملاحظات المؤسفة في صلاة التراويح تناقص عدد المصلين مع مرور ليالي الشهرحيث تجد المسجد ممتلاء في أول ليلة من رمضان ويبدأ العدد في التناقص مع مرور ليالي الشهر فلماذا الفتور والكلل ؟!
7 - الإجتهاد في العشر الأواخر لتحصيل ليلة القدر والفوز فيها بعظيم الأجر و من حُرم خيرها فقد حُرم خيراً كثيراً قال تعالى ( ليلة القدر خير من ألف شهر )
ومن السنن الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر الاعتكاف في المسجد حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان عشرة أيام
فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً فهل حرصت أخي المسلم على احياء هذه السنة الثابتة ولو بالإعتكاف يوما واحدا فقط
8 - الحرص على ختم القرآن خلال شهر رمضان والأمر سهل جدا وذلك من خلال قراءة جزء يوميا ومن لم يختم القرآن في رمضان فمن باب أولى أن لا يختمه في غيره من الأشهر والله المستعان
قال تعالى ( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) فلا تكن ممن هجر القرآن في شهر القرآن قال تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )
9 - المحافظة على الصلوات الخمس : وهي من الملاحظات العجيبة في رمضان
أن عدد المصلين في المسجد لصلاتي الظهر والعصر يقل كثيرا عن عدد المصلين لصلاة المغرب وذلك لأن كثيرا من الناس يقضي نهاره نائما ولايستيقظ إلا مع موعد الإفطار
فما هذا المنطق العجيب والمتناقض أليس الذي فرض عليك الصيام هو الذي فرض عليك الصلاة قال تعالى ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض )85 البقرة
10 - احرص على تناول السحور أتدري لماذا ؟ لكي تحصل على البركة التي أخبر بها نبينا صلى الله عليه وسلم عندما قال : (البركة في ثلاثة : وذكر منها السحور )
ومن أجل مخالفة أهل الكتاب قال صلى الله عليه وسلم: ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة ***** ) وكان من هديه تأخير السحور إلى قبيل الفجر.
ومن المفاهيم الخاطئة أن يظن الناس أنه لابد أن يكون السحور أكلا كثيرا و دسما والحقيقة أن التمر والماء قد يكون سحورا قال صلى الله عليه وسلم (نعم سحور المؤمن التمور )
11 -احذر من الفتور مع مرور أيام الشهر : وهذه ملاحظة بشكل واضح فتجد المسجد لايكاد يتسع للمصلين في أول رمضان
ومع مرور أيام الشهر يتناقص العدد إلى أن يعود الحال إلى ما كان عليه قبل رمضان نسأل الله الثبات على الدين
12 - احرص على المشاركة في كل وجوه الخير وكن أكثر جودا وكرما في رمضان واحرص على مدارسة القرآن لأن في ذلك اقتداء بنبيك وإحياء لسنته
فقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل،
وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.
ومن الأمور التي يتجلى فيها الجود والكرم :
المساهمة في تفطير الصائمين في المسجد
الصدقة على المحتاجين والفقراء
ومن الأمور التي تتجلى فيها مدارسة القرآن تلاوته وحفظه وتدبره والاطلاع على تفسيره وحضور الدورات والمحاضرات العلمية في تفسير القرآن سواء في المسجد أو من خلال التلفاز أو من خلال الإستماع للأشرطة
13 - الصيام عن المفطرات الحسية والمعنوية معا : والملاحظ أن بعض الناس يصوم عن المفطرات الحسية كالأكل والشرب والجماع
ولا يصوم عن المفطرات المعنوية كالسباب واللعن والغيبة والنميمة والكذب وإطلاق النظر قال صلى الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )
وقال صلى الله عليه وسلم ( رب صائم ليس - له من صيامه إلا الجوع )
14 - حاول تجنب الخروج بالسيارة قدر الإمكان قبل موعد الإفطار للبعد عن الإزدحامات حيث يلاحظ أن بعض المتهورين يقوم بقيادة سيارته بسرعة جنونية ولقد لاحظت في رمضان الماضي كثيرا وجود زجاج مهشم عند الكثير من تقاطعات الطرق أو الإشارة مما يدل على أنه قد وقع حادث في هذا المكان
15 - يجب أن توازن المرأة بين واجباتها تجاه بيتها من طبخ ونظافة وتربية أطفال وبين واجباتها تجاه ربها من أداء الفروض في أوقاتها والتزود قدر الإمكان بالأعمال الصالحة كقيام الليل وتلاوة القرآن وغيرها
16- عدم الإسراف في المطعم والمشرب عند الإفطار و الإعتدال في الإفطار وعدم الإكثار من الأكل والشرب لأن ذلك يولد الخمول
ويجعلك تؤدي صلاة التراويح وأنت تشعر بالكسل والخمول ويصرف قلبك عن الخشوع في الصلاة وتدبر القرآن
17 - بعد الإفطار لاتنس أن تقول (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجـر إن شاء اللـه ) وذلك اقتداء بنبيك عليه الصلاة والسلام
أما حديث ( اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ) فهو حديث ضعيف
18 - تذكر أن حكمة الصيام الأولى هي التقوى قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) فهل تحققت هذه الحكمة في نفسك ؟
إن من المؤسف حقا أن تجد من يصوم عما أحل الله ويفطر على ماحرم الله ينام عن الطاعة ويسهر على المعصية فهل حقق الصيام التقوى في نفوس هؤلاء
هل تحققت التقوى عند من أصبح شهر رمضان عندهم هو شهر للهو والسهر أمام الشاشات ومتابعة القنوات والمسلسلات والأغاني والفوازير فترى التبرج والسفور والكذب والفجور والعري والخلاعة واضحة جلية
فاتق الله يامن وقع في هذا الأمر واعلم أن لهذا الشهر حرمته فلا تنتهكها
19 - احرص على الدعاء لنفسك ولمن تحب عند الإفطار ولاتنس أخوانك المسلمين الذين حرموا نعمة الأمن والأمان في أوطانهم
فمنهم المجاهد والأسير ومنهم الفقير والمسكين ومنهم الضعيف والمريض ومنهم المشرد والجائع والعاري والحافي فلاتبخل عليهم و انصرهم ولو بالدعاء
وقبل الختام تحذير
احذر أخي المسلم أن ينقضي رمضان وأنت من الغافلين
وضع هذا الوعيد نصب عينيك
عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر
فلما رقى الدرجة الأولى قال آمين
ثم رقى الثانية فقال آمين
ثم رقى الثالثة فقال آمين
فقالوا يا رسول الله سمعناك تقول آمين ثلاث مرات
قال لما رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل صلى الله عليه وسلم فقال شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له فقلت آمين ثم قال شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت آمين
ثم قال شقي عبد ذكرت عنده ولم يصل عليك فقلت آمين
وتأمل أخي المسلم من الذي يدعو ؟ ومن المؤمن على دعائه ؟ .... أما تخشى أن تصيبك هذه الدعوات !!
وفي الختام أسأل الله العظيم أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم لانبتغي بها عرض الحياة الدنيا
وأن يبلغنا رمضان ويتقبل منا فيه الصيام والقيام وأن يمن علينا فيه بالتوبة النصوح من المعاصي والذنوب وأن يثبتنا على دينه وأن يعتق رقابنا من النار إنه سميع مجيب الدعاء
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول