بسم الله الرحمن الرحيم
قصة قصيرة : محّمد
في أحد البيوت الهادئة يقرع الجرس ، يستمر القرع
: نعم ، من على الباب
: أم فهد .. أم فهد .. أفتحي يا أم محمد
أم محمد : طيب
يفتح الباب
أم محمد : يا هلا يا هلا
أم فهد : السلام عليكم
أم محمد : وعليكم السلام .. تفضلي
تدخل أم فهد ومعها أبناؤها
أم محمد : سيفرح أبنائي بفهد ونورة
يدخل الجميع لغرفة الضيوف
أم محمد : لمى .. لمى
لمى : نعم يا أمي
أم محمد : هذه نورة جاءت تزورك
لمى : مرحبا بك
أم محمد : أين محمد ؟
لمى : في غرفته
أم محمد : فهد اذهب لغرفة محمد
يخرج فهد من غرفة الضيوف متوجها لغرفة صديقه محمد، وقبل أن يصل لغرفة محمد
يسمع صوت صراخ … يقترب أكثر ليرى محمد واقفا وأمامه علاقة الملابس في نصف
الغرفة وقد وضع على أعلاها قبعة سوداء ووضع عليها معطف أسود أيضا، ولبس
محمد بنطالا وفي خاصرته مسدس وفي يده بندقية يصوبها تجاه علاقة الملابس ..
وهو يتحدث لها
محمد : أيها اليهودي الحقير لا تحاول أبدا سأقتلك لابد أن أقتلك
يتخيل اليهودي وهو يترجاه أن يغفر له
ثم قال : ألست من دهم أخي رامي بالسيارة وهو خارج من المدرسة ؟؟
يتخيل اليهودي وهو يطلب الصفح والعفو
ثم قال : ألست من سرق الصغيرة يسرى وقتلها وقطعها إربا ؟ …. ألست من أضرم النار في مزرعتنا ؟
ثم يزداد صراخه ويرتفع وهو يقول : ألست من سرق أختي سلمى لتجعلها خادمة عندكم ؟
يتخيل اليهودي وهو يقول : سامحني أصفح عني
: لا تحاول أيها الخنزير القذر لابد أن أقتلك ، لن أتركك تقتل باقي الصغار ، قلبك لا يعرف الرحمة
ثم يسحب أقسام البدقية ووجهه يدل على الحزم كما رآه في أشرطة الفيديو وهو يقول : لابد أن أثأر لمن قتلهم .. لابد
يسمع فهد صوت طلقات من البندقية مع صيحات التكبير يطلقها محمد ثم يركل العلاقة بقدمه فتقع على الأرض .
وقال وقد تهلل وجهه من شدة الفرح : قتلتك يا عدو الله
يقهقه فهد من شدة الضحك ويرتج جسده السمين
محمد وهو مرتبك قليلا : فهد .. ! منذ متى وأنت هنا ؟
فهد وهو يحاول أن يكتم ضحكه : السلام عليكم
محمد : وعليكم السلام
محمد : منذ متى وأنت هنا ؟
فهد : منذ أن قررت قتل هذا اليهودي
ويضحك من جديد
محمد يقطب جبينه : ما هو المضحك ؟
فهد : أنت ….. ( ويضحك من جديد )
محمد : أنا مضحك ! ؟
فهد : أقصد طريقتك في الكلام .. سأقتلك أيها اليهودي ثم طاخ … طاخ … طاخ
محمد : كنت أقلد المجاهدين في فلسطين … والدي يقول : لابد أن نقتل اليهود
فهد يحاول أن يدير دفة الموضوع : جئت مع أمي لألعب معك .. فهيا نلعب
تهللت أسارير محمد
محمد : طيب ما رأيك أن نلعب أننا مثل الفدائيين الذي يلبسون قنابل
ويفجرونها على اليهود ، أو … ، أو خذ مسدس وأنا البندقية ونمثل أننا
مجاهدين نهجم على اليهود نقتلهم .. ما رأيك ؟
فهد بخيبة أمل : لا .. أريد أن نلعب بالكرة .. أو بلايستيشن .. وبعدين، ما علاقتنا باليهود ؟
محمد باستغراب شديد : اليهود سرقوا المسجد الأقصى … اليهود قتلوا إخواني
وأخواتي هناك .. اليهود دمروا كل شيء جميل .. حتى أن هناك طفل اسمه رامي في
الصف الخامس مثلي ومثلك دهسه يهوي بالسيارة وهو خارج من المنزل والحقيبة
فوق ظهره كما نخرج نحن من المدرسة .. صدقني أبي قال لي هذا
فهد مستغربا : قتلوا إخوانك … أنت ما عندك إخوان … قتلوا أخواتك .. أنت ما عندك إلا أخت واحدة فقط هي لمى وقد رأيتها قبل قليل
فهد : نحن لا علاقة لنا باليهود فهم لم يأتو لبلادنا … والمسجد الأقصى الله يحميه هكذا يقول لي أبي
محمد بغضب طفولي : نعم إخواني وأخواتي كل مسلم أخ لي وكل مسلمة أخت لي ..
إخواني في الإسلام … ولابد أن نحمي نحن المسجد الأقصى … فهو بيت الله ..
أبي يعرف أكثر وهو يقول هذا دائما
فهد : كيف يكونون إخوانك في الإسلام ؟
محمد : أبى يقول : أن كل مسلم أخ لي لابد أن أحبه وأعطف عليه وأساعده
فهد وهو يحاول تطيب خاطر محمد الغاضب : طيب هم إخواني أيضا .. لا داعي أن نتشاجر … هل يمكن أن نلعب كرة ؟؟ أو بلايستيشن
محمد يبتسم : طيب .. لا مانع
خلع محمد عدة القتال .. وخرج من غرفته ثم التفت وهو ينظر للعلاقة الساقطة
على الأرض .. وقد سقطت القبعة السوداء بعيدا .. : سأرجع لكَ مرة أخرى ..
سأقتلك وسأقتلك
الله يحميه ويخليه