تمهيد: إن
معرفة نية المتكلم – صاحب النص-
يتيح
لنا تحديد نمط النص؛ فإذا كان الكاتب بصدد ذكر وقائعَ وأحداثٍ، أتى نصه سرديا، وإذا
كان بصدد الاستدلال والتعليل جاء نصه تفسيريا...وهذا لا يعني أن يُعثر على نص يُجسِّد
نمطا معينا بشكل خالص، فهو نمط غالب لا خالص الوجود.
1.النمط السردي: يتناول النص السردي نقل حادثة مفردة أو مجموعة
حوادث بوضعها في حيز زمني ومكاني محدد، مع وجود عناصر السرد (الزمن، المكان،
الشخصيات، الأحداث، الحبكة، العقدة، الحل)، مستخدما عبارات تَظهر توالي الأحداث
مثل أدوات العطف، ويكثر لجوء الكاتب إلى السرد في القصص، نحو «هبت مساء اليوم ريح
لينة، ولكنها هزتني وبثت في قلبي الخوف...».
2. النمط الوصفي: يهدف النص الوصفي إلى تحديد
صفات ومميزات إنسان أو شيء ما، وهو ما يستدعي حقولا دلالية خاصة، مستخدما في ذلك
النعوت، وذلك نحو«وطابع البيت البساطة والنظافة، فأثاث أكثر الحجر حصير فرشت عليه
سجادة... ».
3.النمط التفسيري: يهتم النص التفسيري بتحليل
فكرة أو ظاهرة ما، بهدف تيسير فهمها، ويتميز بإيراد التعاريف، واستعمال بعض
المصطلحات، قلة استعمال الضمائر الدالة على صاحب النص، ومن أمثلته:«...فالجهاز الهضمي
في الثعبان يتسم بالطول بسبب طول جسم الثعبان؛ فهو في غير الحاجة إلى التلافيف
التي تصحب الأمعاء في الحيوانات الأخرى...».
4.النمط الحجاجي: يهدف النص الحجاجي إلى استمالة القارئ أو السامع، لتبني
فكرة ما، ويختص بدعم أحكام شخصية مدعمة بالحجج والأمثلة، واعتماده على التفكير
المنهجي (الاستنتاج، الاستنباط، الاستقراء).
5.النمط الإيعازي: يسعى الكاتب من خلاله إلى
النصح والإرشاد، ومثاله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اتق الله حيث ما كنت،
وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن».
6.النمط الإخباري: الغاية منه تقديم معارفَ و
معلوماتٍ حول موضوع معين يفترض جهل المتلقي لها، أو عدم كفاية المعلومات حوله مثل
الإعلانات.
7. النمط الحواري: وهو حديث يجري بين اثنين- قد
يكون ذاتيا- أو أكثر في العمل السردي، وقد يتأسس الحوار على مجرد تبادل الأفكار
بين شخصين أو أكثر مشافهة.