سعادة الإنسان في حفظ اللسآن

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الحمدُ للهِ وحدَه، خَلقَ العالَمَ وحَده، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ لا نَبِيَّ بعدَه، اللهُمَّ ذَكِّرْنا ما نَسينا، وَعَلِّمْنا مَا جَهِلْنا، وانفَعْنَا بِما عَلَّمْتَنَا، وَزِدْنا عِلْمًا، وارزُقْنا الإِخلاصَ في القول و العَمَلِ ودَوامَ النِّعمِ وحُسْنَ الخِتَامِ.
الإخوة الأحباب .. الأخوات الفضليات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم وجعلنا وإياكم من أهل جنته
اللهم آمين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
اللسان من نعم الله العظيمة على الإنسان، له في الخير مجال واسع, وله في الشر ذيل طويل، فمن أطلق لسانه وأرخى له العنان، سلك به سبل الشيطان، وساقه إلى شفا جرف هار.
ولا ينجو من شر اللسان إلا من قيده بلجام الشرع، فلا ينطق إلا بما ينفعه في الدنيا والآخرة، واللسان أعصى الأعضاء في الإنسان، فإنه لا تعب في إطلاقه ولا مؤنة في تحريكه، وهو أعظم آلة يستخدمها الشيطان ضد الإنسان.
إذا كانت العين يقتصر عملها على المنظور, والأذن على المسموع، واليد على الملموس، فإن اللسان مع صغر حجمه يتناول كل شيء: الحق والباطل, النفي والإثبات, الطاعة والمعصية, الكفر والإيمان.
احفظ لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك فإنه ثعبان
وما يتناوله اللسان من الكلام لا يخرج عن أربعة أقسام: قسم ضرر محض، وقسم نفع محض، وقسم فيه نفع وضرر، وقسم ليس فيه نفع ولا ضرر.
فأما الكلام الذي هو قبيل الضرر الخالص، فلا بد من السكوت عنه, وكذلك ما تغلب فيه جانب الضرر على جانب النفع, وأما الكلام الذي لا نفع فيه ولا ضرر فهو فضول، والاشتغال به تضييع للوقت. يقول - صلى الله عليه وسلم -: ( مَنْ يَضْمَنْ لِي ما بين رجليه، وما بين لِحْيَيه أَضْمَنْ له الجنة ).
وقد ينطق الإنسان بالكلمة لا يُلقى لها بالًا تهوي به في النار، قال - صلى الله عليه وسلم -: ( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالْكَلَمَةِ مَا يَتَبَيَّنَ فِيهَا، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّار أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْربِ ).
فإن خطر اللسان عظيم، ولا نجاة منه إلا بالنطق بالخير، قال معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قلت: يا رسول الله! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ( وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّار عَلَى وُجُوهُهُم إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟ (. وقال - صلى الله عليه وسلم -: ) مَنْ كَانَ يؤمِنُ بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو لِيَصْمُت (. فاللسان سلاح ذو حدين إن أشغله في الخير، وإلا أشغله في الشر. وقد وكل الله بالإنسان ملائكة حافظين كرامًا كاتبين، يعلمون أفعاله ويكتبون أقواله، فلا يملي عليهم إلا خيرًا.
أخي! إن في اللسان آفتين فاحذرهما: آفة الكلام، وآفة السكوت؛ فالساكت عن الحق شيطان أخرس عاصٍ لله -سبحانه وتعالى-، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاصٍ لله؛ فخير الأمور أوسطها. قال - صلى الله عليه وسلم -: ) أكثر ما يُدْخِلُ الناسَ النارَ الأجوفان الْفَمُ وَالْفَرْجُ ).
كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يشير إلى لسانه ويقول: "هذا الذي أوردني الموارد"؛ وكان عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يقول: "والله الذي لا إله إلا هو ما شيء أحوج إلى طول سجن من اللسان".
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على النبي، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

جزااك الله الف خير عزيزتي

بارك الله فيك أختي تحيا الجزائر موضوع رائع وجعله الله في ميزان حسسناتكـ

» سعادة بلا سعدآء
» أقتل هؤلاء الخمسة تعش في سعادة
» 07 أشياء تـُدمر الإنسان ..
» بطلان اشتقاق لفظ ( الإنسان ) من النسيان
» يا سعادة هؤلاء...يا شقاوة هؤلاء