هذه المسألة فيها بعض التفصيل
سأطرح بين أيديكم
فتاوى في حكم حمل المصحف والقراءة منه أثناء الصلاة
[في ثلاث مواضع]
ومن لديه علم ويحب أن يزيد ويثري الموضوع له ذلك
وجزاءه عند رب العالمين ولا نملك إلا الدعاء له
]الموضع الأول] حمل الإمام المصحف في صلاة التراويح أو القيام :
<BLOCKQUOTE>
ما حكم حمل الإمام للمصحف؟لا بأس بهذا على الراجح، وفيه خلاف بين أهل العلم، لكن الصحيح أنه لا حرج أن يقرأ من المصحف إذا كان لم يحفظ، أو كان حفظه ضعيفاً وقراءته من المصحف أنفع للناس وأنفع له فلا بأس بذلك. وقد ذكر البخاري رحمه الله تعليقاً في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنه كان مولاها ذكوان يصلي بها في الليل من المصحف[1]. والأصل جواز هذا ولكن أثر عائشة يؤيد ذلك أما إذا تيسر الحافظ فهو أولى لأنه أجمع للقلب وأقل للعبث لأن حمل المصحف يحتاج وضع ورفع وتفتيش الصفحات فيصار إليه عند الحاجة وإذا استغنى عنه فهو أفضل.
[1] رواه البخاري في (الأذان) باب إمامة العبد والمولى.
المفتي/الشيخ الوالد عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه
المصدر [
]
</BLOCKQUOTE>
]الموضع الثاني] حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح أو القيام :
<BLOCKQUOTE>
ما حكم حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح؟ لا أعلم لهذا أصلاً والأظهر أن يخشع ويطمئن ولا يأخذ مصحفاً بل يضع يمينه على شماله كما هي السنة، يضع يده اليمنى على كفه اليسرى الرسغ والساعد ويضعهما على صدره هذا هو الأرجح والأفضل، وأخذ المصحف يشغله عن هذه السنن ثم قد يشغل قلبه وبصره في مراجعة الصفحات والآيات وعن سماع الإمام، فالذي أرى أن ترك ذلك هو السنة، وأن يستمع وينصت ولا يستعمل المصحف فإن كان عنده علم فتح على إمامه وإلا فتح غيره من الناس، ثم لو قدر أن الإمام غلط ولم يفتح عليه ما ضر ذلك في غير الفاتحة إنما يضر في الفاتحة خاصة؛ لأن الفاتحة ركن لا بد منها. أما لو ترك بعض الآيات من غير الفاتحة ما ضره ذلك إذا لم يكن وراءه من ينبهه. ولو كان واحد يحمل المصحف على الإمام عند الحاجة فلعل هذا لا بأس به. أما أن كل واحد يأخذ مصحفاً فهذا خلاف السنة
المفتي/الشيخ الوالد عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه
المصدر [
]
</BLOCKQUOTE>
]الوضع الثالث] حمل الإنسان المصحف في حال صلى لوحده التراويح والقيام في بيته :
<BLOCKQUOTE>
هل يجوز للإنسان أن يصلي ويتلو القرآن مباشرة من المصحف؟ نعم يجوز للإنسان ويقرأ القرآن من المصحف وهو يصلي إذا كان لا يحفظ القرآن أما إذا كان يحفظ القرآن فإن الأولى أن يقرأ عن ظهر قلب وذلك لأن حمل المصحف في الصلاة يؤدي إلى أولاً عدم وضع اليد اليمنى على اليسرى على الصدر وهذا تفويتٌ لسنة. ثانياً انشغال العين عن رؤية محل السجود فإن العين ستكون ناظرةً إلى المصحف. ثالثاً حركة النظر وانتقاله من سطرٍ إلى سطر ومن جانبٍ إلى جانب وهذا نوع عمل للطرف. رابعاً الحركة في حمل المصحف ووضعه وتقليبه فإذا كان الإنسان في غنىً عن هذه الأشياء فإن تركها بلا شك أولى أما إذا كان محتاجاً كما لو كان لا يحفظ القرآن فلا حرج أن يحمل المصحف ويقرأ منه.
المفتي/الشيخ الوالد محمد العثيمين رحمة الله عليه
</BLOCKQUOTE>