شعيب عليه السلام هو (شعيب بن سيكيل بن يشجر بن مدين أحد أولاد إبراهيم الخليل عليه أفضل الصلاة والتسليم ) وقد أرسل إلى قوم مدين ،وهم عرب يسكنون بلاد الحجاز ، مما يلي جهة الشام ، قريبا من (خليج العقبة) من الجهة الشمالية منه ، وكانوا أهل تجارة وزراعة ، وكانوا أصحاب رفاهية ونعيم ، وقد فشت فيهم منكرات عديدة ، منها (التطفيف) في المكاييل والموازين ، فكانوا يبخسون الناس أشياءهم ، ويفسدون في الأرض ولا يصلحون ،وقد بعث الله إليهم (شعيبا) عليه السلام فدعاهم إلى توحيد الله وذكّرهم بعذابه ، ونهاهم عن تطفيف المكيال والميزان و أمرهم بالإصلاح وعدم الإفساد فآمن به قليل وكذّبه الأكثر ون ، ولما ألح عليهم شعيب عليه السلام في الدعوة والموعظة جاهر وه في العداء ، وادعوا أنهم لا يفقهون كلامه ، ولا يعرفون غرضه وتوعدوه بأنه لولا أن له أنصارا لقتلوه ثم هدّدوه وتوعدوه بالإخراج والطرد من القرية ، هو والذين آمنوا معه إلا أن يعودوا في ملتهم ، ويدخلون في دين قومهم ،ولقد كان من شدة حماقتهم أن يطلبوا إلى (شعيب) أن يسقط عليهم كسفا (قطعا) من السماء ، إن كان من الصادقين في دعوته ، فأخذهم عذاب (يوم الظّلة) بأن سلط الله عليهم الحر سبع أيام حتى غلت مياههم ، ثم ساق إليهم غمامة فاجتمعوا تحتها للاستظلال فرارا من شدة الحر . فلما تكامل عددهم في ظلها تزلزلت بهم الأرض ، وجاءتهم الصيحة وأمطرت عليهم السماء نارا فاحترقوا وصدق الله حيث يقول (فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظلّة إنه كان عذاب يوم عظيم ..)