دراسة قصيدة "إلى تَتْيانا"
للشاعر السوري فراس ديري


مقدمة:
الوجدان هو الإنسان،والشاعر الجميل
هو هذا الكائن الوفي لهذا العالم
وقلبه يهيم بالآخر الذي كان مرآة لأحلامه في غربته و آلامه.

"إلى تَتْيانا"

(أضنيتِ قلبي) يومَ قلتِ وداعا
ما عدتُ (أصغي) أو أطيقُ سماعا

"تتْيانَ" إنَّ مشاعري شرقيةٌ
ماكان َ حُبّي في الفِراق ِ مَتاعا

سارتْ معي و(الليلُ أغمضَ جفنَه)
والثلجُ قد فرشَ الثرى و تداعى

والبردُ كان عباءَة ً لجراحِنا
من ْ ذا يضمِّدُ حبَّنا الملتاعا؟!

(قالتْ) وقالتْ… و(الدموع ُ فضاؤُها)
وأنا المتيمُ خلْف َ نجْم ٍ (ضاعا )

وبدأتُ (أرسمُ) في الغيوم ِ حكايتي
وغمست ُ في دمع الفؤادِ يراعا

أسلمتُ لليلِ الشجيِّ عواطفي
ونصبتُ في البحر المهيج ِ شراعا
.................................................. ....................

شرح بعض المفردات:

تَتْيانا:اسم الفتاة الأوكرانية التي أحبها الشاعر في أوكرانيا.
الثرى:التراب النديّ
اليراع:القصبة أو القلم


1-أعرب المفردات التي تحتها خط.

أضنيتِ:فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الضمير .والتاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع فاعل.

قلبي:مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ماقبل ياء المتكلم.والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

يومَ:مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة.متعلق بفعل أضنيتِ

تتْيانا(تتْيانَ):منادى مفرد علم أعجمي مرخم (أي حذف حرفه الأخير) مبني على الضم المقدر في محل نصب على النداء.

ماكانَ:ما:نافية.كان:فعل ماض ناقص مبني علي الفتح.
حبّي:اسمها مرفوع بالضمة المقدرة على ماقبل ياء المتكلم .والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

متاعاً:خبر منصوب بالفتحة الظاهرة.

الثرى:مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

وتداعى:الواو حرف عطف.تداعى:فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو)

الملتاعا:صفة ل (حبَّنا) منصوبة بالفتحة. والألف للإطلاق.

خلفَ:ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة.

يراعاً:مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

الشجيِّ:صفة لليل مجرورة بالكسرة الظاهرة.

2-أعرب الجمل التي بين قوسين:


-جملة (أضنيتِ قلبي):ابتدائية لامحل لها من الإعراب.

-جملة (أصغي):في محل نصب حال.

-جملة (الليل أغمض جفنه):في محل نصب حال.

-جملة (قالت):استئنافية لامحل لها من الإعراب.

-جملة (الدموع فضاؤها):في محل نصب حال.

-جملة (ضاعا):في محل جر صفة ل (نجم ٍ)

-جملة (أرسمُ):في محل نصب خبر الفعل الناقص (بدأتُ) لأنه من أفعال الشروع (بدأ،شرع،أخذ،طفق) وخبرها يجب أن يكون جملة فعلها مضارع.


3-ِلمَا عذبتْ محبوبة الشاعر قلبه؟
-لأنها ودّعته بعد أن خاف الفراق الطويل فلايراها بعد اليوم.

4-مانوع عواطف الشاعر وأحاسيسه من خلال قصيدته؟
-إنها عواطف عاشق ملتاع يخاف فراق محبوبته وهو الشرقي الذي يحفظ العهد ويمسك بالمودة التي ربطت بين قلبيهما.

5-ماذا يُسمّى هذا النوع من الشعر؟ولماذا؟
-
يُسمّى هذا النوع من الشعر بالشعر الغنائي أو الوجداني لأن الشاعر يتغنى
فيه بعواطفه الجياشة ويظهر غرامه بالطبيعة (الليل،الثلج،فرش
الثرى،النجم،الغيوم،البحر المهيج....) وهذا المذهب الشعري يُسمّى
أيضاً:المذهب الرومنسي.


6-ما المقصود بقوله (والثلج قد فرش الثرى)؟
- أي إن الثلج الكثيف قدهطل غزيراً وغطّى سطح الأرض.

7-ماذا يريد الشاعر بقوله (والبرد كان عباءةً لجراحنا)؟ وهل تعجبك هذه الصورة ولماذا؟
- يريد الشاعر أن البرد كان شديداً وهو يتهيأ للوداع،وداع محبوبته،وكأنّ البرد قد أصبح كساءً يغطي جراحهم.
وهي
صورةٌ جميلةٌ لما فيها من ابتكار ٍ ورمزٍ وتجديدٍ قلّما تخطر على بال
شاعر،ومن هنا يأتي جمالها،فهي تمنح الذهن آفاقاً واسعة تجعله يحلّق على
أجنحة الخيال.


8-اشرح الصورة في قول الشاعر ( والدموع فضاؤها).
- إنها
صورة موحية،بما فيها من خيال مجنّح،وتعبير امتزج فيه الحسّ
الحقيقي،والتصوير الرمزي الشفيف،وكانت موفقة وجميلة عبرت عن غزارة الدموع
من كل ناحية بلا توقف ولا حدود.


9-كيف كانت الخاتمة أخيراً وإلامَ صارت حال الشاعر؟
- لقد
أودع عواطفه لدى الليل الهادئ الحزين،ولكنه من جهة أخرى يشعر في قرارة نفسه
بقلقٍ واضطرابٍ لايهدأ،فهو يتقلب ويراوح بين الهدوء والسكون،وبين الاضطراب
والهياج.

وبذلك كانت الفكرة جميلة،والصورة معبرة تمام التعبير عما يكنّه الشاعر بين جوانحه.

10- قطع الشطر الأول من البيت الثالث تقطيعاً عروضياً و سمِّ بحرالقصيدة.
- سارتْ معي والليلُ أغمضَ جفنَهُ

- سارتْ معي/ولْلَيْلُ أغْ / مَضَ جفْنهو
/5/5//5 /5/5//5 ///5//5
متْفاعلن متْفاعلن متَفاعلن

-القصيدة من البحر الكامل.